جِرَاحَة الأشجار هي العناية بالأشجار وبخاصة التشذيب (التقليم) والتقوية وحشو التجاويف، وإزالة الخشب الفاسد. وقد تستدعي العمليات الكبيرة الاستعانة بجراح الأشجار وهو خبير بهذه الأساليب. ومن أعمال جراحي الأشجار علاج الكسور والجروح التي تصيب الشجر، برشها بالمواد الكيميائية لوقايتها من الحشرات والأمراض، وتزويدها بما يناسبها من سماد وظروف رطبة. ويستخدم كثير من المجتمعات الجراحين للعناية بالأشجار في المتنزهات ومناطق الترفيه.
تذْوي الأشجار حين تنفُذُ الفطريات إلى داخل الجروح في القلف، وتنتشر في الخشب. ويكمن جزء مهم من جراحة الأشجار في تغطية مثل تلك الشقوق، كما يجب أن تُدهن الجروح الناجمة عن التشذيب (التقليم) بمحلول اللك المصفى وشمع التطعيم، أو طلاء الشجر. ولابد أن يجعل الخبير التشذيب مستويًا مع الفرع، أو مع جذع الشجرة، ولابد أيضًا أن يقُصَّ زوائد الأغصان. وينبت القلف بسهولة على القطع الأملس. وفي حالة قطع الأغصان الكبيرة يتم قطع الغصن على بعد مسافة من الجذع أولاً، ثم تُزال الزوائد. وهذا الأسلوب يمنع الغصن الثقيل من تمزيق الشجرة عند السقوط.
يعرف نزع الخشب الفاسد بعمل سد الفجوات. وهذا العمل عالي التكلفة، وغير ذي شأن في الغالب، ما لم تكن الشجرة كبيرة وجميلة أو أن يكون لها قيمة جمالية. وهذا النوع من الجراحة ناجح جدًا في خشب النسغ الذي يكون قريبًا من السطح. وعادة ما تكون الفجوات أكبر في خشب الصميم مما يضعف الشجرة. ويحاول جراح الشجر نزع كل الخشب الفاسد، وتشكيل التجويف بحيث لا يحتفظ بالماء الآسن. ويتم طلاء الجزء المقطوع من القلف والكمبيوم (طبقة رقيقة من نسيج ينمو بين القلف الخارجي والخشب في مركز الشجرة) بمحلول اللّك المصفى، كما يُطلى باقي التجويف بمادة تشبه القار. وتبدو الشجرة أحيانًا أجمل منظرًا إذا حُشيت الفجوات، لكن الحشو لايقوّي الشجرة. وكثيرًا ما تُربط الشجرة بالأسلاك أو المسامير. وتنفلق بعض أنواع الأشجار عند مشاعب فروعها الثقيلة خاصة في الشتاء.
والطريقة الصحيحة لمنع هذا النوع من الانشطار هي أن تصل الفرعين بقضيب معدني ينفذ فيهما، ويُثَبّت من طرفيه. ولا يجرح القضيبُ الشجرةَ، لأنه ينفذ من قسم صغير من الكمبيوم الحي. أما الأسلاك والأطواق المعدنية التي تُلَف حول الفرع فهي تحز الكمبيوم وتخنقه أثناء نموه.