مخاطر الصحة. تغيرت نوعية المشاكل الصحية في الأقطار الصناعية خلال القرن العشرين بصورة كبيرة. ففي الماضي مات كثير من الناس بسبب بعض الأمراض المعدية مثل الديفتيريا والالتهاب الرئوي، والتي لا تُعدُّ سببًا رئيسيًا للموت في هذه الأيام. فقد ساعدت البرامج الصحية المتطورة وبرامج التحصين والمضادات الحيوية على الحدِّ من أخطار هذه الأمراض. ولذلك اتجه اهتمام أختصاصيو الصحة بالأمراض المتعلقة بالكهولة والشيخوخة والمخاطر البيئية وأنماط الحياة غير الصحية.
التدخين والكحول وسوء استخدام العقاقير. يُعدُّ التدخين من أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالأمراض والموت المبكر. وتشير الإحصاءات إلى أن نسبة الإصابة بأمراض القلب والرئتين والسرطان في المدخنين تفوق تلك الملاحظة في غير المدخنين.
ويلجأ بعض الناس إلى تعاطي الأدوية من أجل حل بعض مشاكلهم أو لزيادة يقظتهم ونشاطهم وثقتهم بأنفسهم، أو لتحسين مزاجهم. ولكن تعاطي الكُحول والمخدرات والمهدّئات تؤدي إلى ظهور تأثيرات سيئة في البدن وإلى إدمان هذه العقاقير. فبعض الناس يعانون من الاعتماد النفسي على بعض العقاقير وبعض المهدئات. ومعظمهم لايهتمون بصحتهم وغذائهم، وكذلك فإن الكثير من هذه الأدوية تؤثر في قدرة الإنسان على إصدار الأحكام واتخاذ القرارات ومن ثَمَّ تؤدي إلى وقوع الحوادث المرورية.
الكُحول من أكثر العقاقير التي يُساء استخدامها في العالم الغربي، فعشر من يتعاطونها مدمنون لها. وحتى الآن لا يوجد علاج جذري لإدمان الكحول، ولكن يمكن للمرء أن يستعيد صحته ونشاطه وقدرته على الإنتاج إذا توقف تمامًا عن تعاطي الكحول.
مخاطر الصحة البيئية. تسبب التقنية الحديثة الكثير من مخاطر الصحة البيئية، فمثلاً يؤدّي تلوث الهواء إلى استفحال الداء في حالات مرضى الجهاز التنفسي، مثل مرض الربو والالتهاب الشُعبي. وتساعد على الإصابة بمرض السرطان وانتفاخ الرئة. ويؤدّي استخدام مُبيدات الحشرات ومخلفات الصناعات إلى تلوّث الأغذية وإمدادات الماء، وإضافة لهذا تؤدي الضوضاء الشديدة المنبعثة من الطائرات والمشاريع الإنشائية والمصانع إلى فقدان السمع وحدوث بعض الأضرار الانفعالية والعاطفية.
مخاطر الصحة المهنية تهدد العمال. هذا العامل يرتدي نظارة وجهازًا للتنفس لوقاية عينيه ورئتيه من المواد الضارة.
مخاطر الصحة المهنية. تهدد المخاطر المهنية صحة الكثير من العمال، فبعض المواد المستخدمة لأداء بعض الأعمال تسبب أمراضًا وعللاً لا تظهر إلا بعد مرور سنين من التعرض لها.
فمثلاً يصاب بعض عمال مناجم الفحم الحجري بمرض الرئة الغباري بسبب استنشاقهم المستمر لغبار الفحم الحجري. وكذلك يسبب استنشاق غبار الأسبستوس وغبار القطن الكثير من أمراض الرئة.
وكذلك تسبب بعض المواد الكيميائية المستخدمة في الصناعة كالزرنيخ وكلوريد الفينيل مرض السرطان، ويتعرض العاملون في أجهزة الأشعة السينية والإشعاعات الأخرى إلى مخاطر صحية كبيرة مالم تتخذ الاحتياطات الصحيحة لتفادي مثل هذه الأضرار.
الصحة العامة. تتضمن الصحة العامة كل الأعمال والإجراءات التي تُتخذ لتحسين صحة المجتمع والمحافظة عليها، وتقدّم البرامج الصحية الحكومية معظم الخدمات الصحية العمومية، وإضافة لهذا تتلقى بعض الوكالات الصحية الطوعية مساهمات ومنحًا وتبرعات وهبات لمكافحة أمراض بعينها؛ مثل السرطان والأمراض الرئوية. وتتكفل هذه الوكالات بتقديم بعض الخدمات الطبية وتحث على وضع القوانين الصحية وتساهم بصورة فعالة في نشر الثقافة الصحية.
كما تقدم الدوائر والمصالح الصحية في كثير من الأقطار خدمات متنوعة للأفراد مثل التحكم في الأمراض والوقاية منها وذلك بتحسين صحة البيئة والقيام بتنفيذ برامج التحصين ومراقبة الالتزام بقوانين ونظم الحجر الصحي و تنفيذها وتقديم الثقافة الصحية ونشرها في المجتمعات.