تعار يف المخدرات
يصف المعجم الوسيط المخدر بأنه المعطل للإحساس والمبدل للشعور والفهم والإدراك والمخدرات لغويا مشتقة من "خدر" يعني "ستر" بحيث يقال تخدرت المرأة أي استترت , وخدر الأسد بمعنى لزم عرينه, وخدرت جسمه وعظامه وأعضاءه , ويقصد بذلك أن المخدرات هي التي يتسبب عنها السكون والكسول .. وغير ذلك.
المرجع :المعجم الوسيط
وجاء في الموسوعة الميسرة " مخدر مادة تسبب في الإنسان والحيوان فقدان الوعي بدرجات تتفاوت وقد ينتهي إلى غيبوبة تعقبها الوفاة "
أشار العلماء بتعريف علمي للمخدر يشير إلا أن المخدر مادة كيميائية تسبب النعاس والنوم أو غياب الوعي المصحوب بتسكين الألم . لذلك لا تعتبر المنشطات ولا عقاقير الهلوسة مخدرة وفق هذا المفهوم.
كما يشير التعريف القانوني إلى أن هناك مجموعة من المواد تسبب الإدمان , وتسمم الجهاز العصبي ، ويحظر تداولها أو زراعتها أو تصنيعها إلا لإغراض يحددها القانون ولا تستعمل إلا بواسطة من يرخص له بذلك.
المرجع:
الآثار الاجتماعية لتعاطي المخدرات- دكتور رشاد أحمد عبد الطيف -1999- المكتب الجامعي الحديث .محطة الرمل- إسكندرية ص34-35
ارتفاع نسبة الانتحار بين المتعاطين للمخدرات
أجريت عدة دراسات بالولايات المتحدة الأمريكية , وانجلترا تبين منها أن نسبة 45-50% من حوادث الانتحار في أمريكا كانت من فئة المدمنين ومتعاطي المخدرات , كما بلغ عدد المسجونين في أمريكا حوالي 4955047شخصا كان من بينهم 2225578 شخصا مسجونين في قضايا مخدرات . وبهذا نرى مدى الفاقدة الاجتماعية نتيجة الإدمان للمخدرات. كما بلغ عدد الوفيات في حوادث السير نتيجة تعاطي المخدرات والمسكرات 11 ألف شخص كانت نسبة المدمنين من بينهم 70%. كما بلغت حالات الوفيات بين الأحداث والشباب في سويسرا – نتيجة تعاطي المخدرات -107 حالة عام 1981م في مقابل 88 حالة عام 1980م, 102 حالة عام 1979م.
المرجع:
الآثار الاجتماعية لتعاطي المخدرات- دكتور رشاد أحمد عبد الطيف -1999- المكتب الجامعي الحديث .محطة الرمل- إسكندرية ص93-94
المنظور الإسلامي لمواجهة ظاهرة تعاطي المخدرات
لقد حرم الإسلام تناول جميع أنواع المسكرات , سواء كانت خمر أو مخدرات وسواء كانت قليلة أو كانت كثيرة, وذلك لما لها من أضرار ونتائج سلبية وخطيرة جدا على الفرد وعلى المجتمع الإسلامي بصفة عامة . وأدلة التحريم نستمدها من جميع مصادر التشريع الإسلامي وهي واضحة ولا تحتاج لتوضيح أكثر من ذلك:
القرآن
يقول الله تعالى}: ويحل لهم الطيبات ويحرم لهم الخبائث { وقوله تعالى: }: يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون { , وذلك لأنها تحاصر العقل وتخرجه عن طبيعته المدركة والحاكمة.
الآثار الاجتماعية لتعاطي المخدرات- دكتور رشاد أحمد عبد الطيف -1999- المكتب الجامعي الحديث .محطة الرمل- إسكندرية ص93-94
سورة الأعراف, الآية. 157.
سورة المائدة, الآيتان: 90-91.
السنة
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا ضرر ولا ضرار "(1) وقد اثبت العلم الأضرار الجسمية التي يسببها تعاطي المواد المخدرة. فهي مفسدة للضرورات الخمس ( الدين, العقل, النسل, النفس والمال ).
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل مسكر حرام " وقد اثبت العلم بالدليل أن المخدرات من المسكرات.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل مسكر خمر وكل مسكر حرام " وفي رواية أخرى " كل مسكر خمر وكل خمر حرام " (5)
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن من الحنطة خمرا , ومن الشعير خمرا , ومن الزبيب خمرا , ومن التمر خمرا , ومن العسل خمرا , وأنا انهى عن كل مسكر "
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ولعن الله الخمر وشاربها وساقيها ومبتاعها وبائعها , وعاصرها ومعتصرها , وحاملها والمحولة إليه " (7)
(1) رواه احمد وابن ماجه
(5) رواه مسلم في صحيحه
(7) رواه ابن داؤد
الآثار الاجتماعية لتعاطي المخدرات- دكتور رشاد أحمد عبد الطيف -1999- المكتب الجامعي الحديث .محطة الرمل- إسكندرية ص96
الإجماع
القاعدة عند المحدثين والأصوليين إذا ورد النهى عن شيئين , ثم نص على حكم النهى عن احدهما من حرمة او غيرهما , أعطى الآخر ذلك الحكم بدليل اقترانهما في الذكر والنهى في الحديث المذكور , ذكر المفتر مقترنا بالمسكر , وتقرر عندنا تحريم المسكر بالكتاب والسنة والإجماع , فيجب أن يعطى المفتر حكمه بقرينة النهى عنهما مقترنين .
وقد حكى القرافى وابن تميمة الإجماع على تحريم الحشيشة قال ابن تميمة من استحلها فقد كفر . وقال الرافعي في باب الأطعمة : أن النبات الذي يسكر وليس فيه شدة مضر ويحرم أكله , وقال الإمام علا الدين على العطار صاحب النوى وتلميذه : أما الحشيشة المسماة بالغبيراء... فهي اشد تحريما من الخمر.
الآثار الاجتماعية لتعاطي المخدرات- دكتور رشاد أحمد عبد الطيف -1999- المكتب الجامعي الحديث .محطة الرمل- إسكندرية ص97-98
القياس
تحرم المخدرات بالقياس على الخمر بجامع الاسكار بينهما فكلاهما يؤدي إلى الاسكار . وهو قياس صحيح فالاثنان متماثلان في العديد من الأوجه.
وقد بين حكم الإسلام في المخدرات قياسها على الحكم في الخمر كما يلي:
المقيس عليه
تقاس المخدرات على الخمر فالخمر كما يراه جمهور الفقهاء هو كل ما يؤثر تعاطيه على العقل .
العلة
هي الوصف الذي شرع الحكم من اجله , وقد نزلت الايآت التي تشير إلى الخمر في ظروف معينة , فعندما سأل المسلمون الرسول صلى الله عليه وسلم عن حكم الخمر نزلت الآية الكريمة " يسألونك عن الخمر والميسر , قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما اكبر من نفعهما ".
الحكم
ذكر الله في الآية الكريمة اجتناب الخمر , وهو على درجة من درجات التحريم
وقد وردت أحكام كثيرة ولكن جميعها في النهاية تحرم الخمر وكل ما يكون عاقبته كعاقبة الخمر فهو حرام
المرجع
الآثار الاجتماعية لتعاطي المخدرات- دكتور رشاد أحمد عبد الطيف -1999- المكتب الجامعي الحديث .محطة الرمل- إسكندرية ص98-99
جاء في تقارير الخاصة بالأمم المتحدة 1979م الخاصة بالاتفاقية الوحيدة للمخدرات عام 1961م والتي عدلت باتفاقية عام1973م واتفاقية المؤثرات العقلية لعام 1971م حصر المواد المخدرة في ثلاثة جداول وهي كالتالي
المخدرات حسب قوتها في ثلاثة جداول
الجدول الأول ويحتوي على 89صنفا من المواد المخدرة ذات التأثير الأقوى على صحة الإنسان
أقوى أنواع المخدرات خطورة
الاستورفين- الاليبرودين- الالفايبرودين- القنب – الكوكايين – الدويزومورفين - الفيازوسين
الالفاميثوول – الانيسليريدين – البنزميثدين – الكونيتازين – الكودوكسيم - الديقوكسيلات - الشيباكون
البنزيلمورفين - البتامبيرودين – البياميثارول - ورقةالكوكة...وغيرها - قش الخشخاش - الايتورفين - الثيبابين
الجدول الثاني
ويضم 8 أنواع أساسية ولها جزئيات متعددة وهي.
الاستيلديهيدركوديين- الفولوكودكين- النيكوكودين- النور كوديين- الديهيدروكوديين- البروبيرام- الكوددن- البروبيرام
الجدول الثالث
المواد الاقل خطورة ويشمل7مواد أساسية عدد الجزيئات منها هي.
الاستيلديهيدركوديين- الكوديين - دالفوالكوديين - النيكوديكويين - النوركوديين - الاثيلمورفين - الديهيدروكودين
المواد في الجدول الثالث هي إذا كانت مركبة مع مادة أو أكثر وكمية المخدر فيها لا تتجاوز 100ملليغرام في الوحدة الدوائية الواحدة ونسبة التركيز لا تتجاوز 2.5% في المستحضرات غير المتجزئة
.
المرجع
الآثار الاجتماعية لتعاطي المخدرات- دكتور رشاد أحمد عبد الطيف -1999- المكتب الجامعي الحديث .محطة الرمل- إسكندرية ص32-33
أنواع المخدرات
بسبب تنوع التعاريف ، صنفت المخدرات إلى أكثر من تصنيف وقسمت إلى
نوعين هما:
1- المخدرات البيضاء : ويقصد بها المورفين والهيروين والكوكايين.
2- المخدرات السوداء : ونقصد بها الحشيش والأفيون .
إلا أن هذا التقسيم غير دقيق إذ أن لون المخدرات تؤثر فيه عوامل تتصل بدرجة نقائها ومناطق إنتاجها وطرق تصنيعها.
وهناك تقسيم أخر يرى أن المواد المخدرة تنقسم حسب تأثيرها على النشاط العقلي للشخص وحالته النفسية إلى:
- المهبطات أو المثبطات ، وتشمل : المسكنات ، المنومات ، والمهدئات.
- المنشطات وتشمل : الاميتانيات ، البارابيتورات.
- المهلوسات ، وتشمل ال: "ل.س.د" س.د.25، ميسكالين.
وهناك تقسيم ثالث يرى أن المواد المخدرة تنقسم حسب مصادرها إلى
1- المخدرات الطبيعية .
2- المخدرات التخليقية .
مفهوم التعاطي
التعاطي مصطلح من مصطلحات المخدرات وجاء هذا المفهوم على لسان العرب لابن منظور أن التعاطي هو تناول ما لا يحق ولا يجوز تناوله. كما يعرف المركز القومي للبحوث الجنائية بمصر تعاطي بأنه " استخدام أي عقار مخدر بأية صورة من الصور المعروفة في مجتمع ما للحصول على تأثير نفسي أو عقلي معين "
مفهوم الإدمان
هو حالة تسمم مزمنة ناتجة عن الاستعمال المتكرر للمخدر ، وخصائصه هي:
- تشوق وحاجة مكرهة لتعاطي المخدرات والحصول عليه بجميع الوسائل .
- نزعة لزيادة الكميات.
- تأثيرات مؤذية للفرد والمجتمع.
- خضوع وتبعية جسدية ونفسية لمفعول المخدر.
- ظهور عوارض النقص عند الانقطاع الفوري عن المخدر اختياريا كان أم إجباريا.
وعلى هذا فالمدمن هو كل فرد يتعاطى مادة مخدرة أيا كانت فيتحول تعاطيه إلى تبعية نفسية أو جسدية أو الاثنين معا ، كما ينتج عن ذلك تصرفات غير اجتماعية ولا أخلاقية من جانب المدمن ، ويمر المدمن بثلاث مراحل هي:
1- مرحلة ما قبل الإدمان: وهذه المرحلة يكون تعاطي المخدر في المناسبات أي بين فترات متباعدة وبكميات قليلة
2- مرحلة الإنذار : يتطور المدمن في تعاطي المادة المخدرة فتزيد كمية تعاطيه للمادة المخدرة مع إحساسه بالذنب بعض الأحيان ، والعيش في عالم التوتر والقلق عند نقص المادة المخدرة.
3- مرحلة الإدمان: يفقد المدمن في هذه المرحلة السيطرة على نفسه فتصبح المادة المخدرة الطريق ، فتظهر مشكلات صعوبة توافق المدمن مع الحياة الاجتماعية والأسرة والأفراد أيضا، بالإضافة إلى الأمراض النفسية والصحية.
المرجع
الآثار الاجتماعية لتعاطي المخدرات- دكتور رشاد أحمد عبد الطيف -1999- المكتب الجامعي الحديث .محطة الرمل- إسكندرية ص36-37